السبت، 31 أغسطس 2024

عبدالمجيد حميد الكبيسي: الزمن - رؤى معرفية ومنظور تربوي روحي، ج1

 


عبدالمجيد حميد الكبيسي: الزمن - رؤى معرفية ومنظور تربوي روحي، ج1

 










عنوان الكتاب:     الزمن - رؤى معرفية ومنظور تربوي روحي _ الجزء الأول

المؤلف:        عبد المجيد حميد الكبيسي

 ISBN:        978-9957-98-318-5

الناشر:          مكتبة المجتمع العربي للنشر والتوزيع، عمان - الأردن

تاريخ النشر:             2024م -1446هج

الاصدار:        الطبعة الأولى

عدد الصفحات:          358

اللغة:           العربية

مواصفات الكتاب:        الغلاف الخارجي من الكرتون المقوى



وصف الكتاب

        يمكن القول أن جميع البشر يشعرون ﺑ "الزّمن"، لأنه أمر مألوف يتخلّل حياتهم برمتها كالماء والهواء والحرارة.. وهو يرتبط مباشرة بحاضرهم وماضيهم      ومستقبلهم ووعيهم، ومتجذر لديهم في كافة المناحي، فهو الذي يتحكم في حياتهم،ويحدد أشياءهم، ويبدأ منه مولدهم، ثم شيخوختهم وتنتهي به حياتهم الدنيا. فمنذ لحظة التكوين  الأولى للإنسان بيضة مخصبة يمر الزمن فيه ومن حوله، ثم يبدأ الإنسان يشعر به   ويتفاعل حسيا وعقليا وإدراكيا معه بمنظومته الشخصية المتطورة مع الزمن..

    ولعل الحديث عن "الزمن" يعني الحديث عن مفهوم شيء مجرد غير ملموس وغير خاضع لحواسنا، ويتغلغل في نفوسنا دائما، وهو من مقولات العقل البشري وضرورة من ضروريات ترتيب خبراتنا، وعليه فمن الطبيعي اذاً افتراض وجود "زمن ذهني" يبنيه الذهن من خلال سيرورات معرفية، بالاعتماد على الواقع، وعلى معطيات الذاكرة، يوظفه الفرد لفهم ظواهر زمنية أخرى مستقبلا أو تحديد واقع ماضيه في التسلسل الزمني، فالإنسان مثلاً يجزّئ الزمن إلى لحظات قد تكون دقائق أو ساعات أو أيام أو شهور، ويعمل على ضبط ذلك من خلال اللغة والإنتاجات الثقافية والحاجات البيولوجية..

    وعندما يشرع أي باحث في تحقيق موضوع ما حول هذا المفهوم أو الحديث عنه، فسيقوده الى بحث واسع جدا في موضوع "تشعبات الزمن"، الذي يجده في بطون كتب العلم والفلسفة والدين.. (سواء القديم منها او المعاصر) مطولا في مواضع ومختصرا في مواضع أخرى. وهناك من رصد قواعده كلها، ومنهم من اكتفى ببعض منها، ومنهم من تجاهلها، بل هناك من انكر وجودها أصلاً..

     ومهما يكن من امر، فإن "الزمن" نظام كوني لا نعرف ماهيته ولا أصله ولا منبعه ولا طبيعته ولا حقيقته، لكنه مرتبط بالإنسان والكون إذ يحتل صدارة المفاهيم الإشكالية في العلم والفلسفة، فقد كان العلماء وما زالوا (من مختلف اختصاصاتهم) حتى اليوم يقفون طويلاً أمام هذا المفهوم الشائك بحثاً عن أعمق أسرار الكون، وأكثرها التصاقاً بوجود الإنسان وحياته على وجه الإطلاق. ومع أهمية الجهود التي بذلت في مقاربة مفهوم الزمن على مدى التاريخ, فلا زال مفهوم الزمن يشكل "اللغز" الأبرز الذي يتحدى عقول البشرية. وإزاء ذلك؛ تتمثل استجابة الإنسان لهذا المثير الغامض؛ من خلال محاولات بحثية إنسانية دائمة ودؤوبة مؤطرة بالبعد الزمني؛ ونشاطات هائلة لموازنة الاحتياجات المطلوبة مع الإمكانات المتاحة للفرد والمجتمع من جميع الجوانب.. لتتواكب ضوابط الزمن مع مفردات الحياة وفق النواميس الربانية التي تحكم الإنسان والكون؛ وفي كل ذلك ما يغني عن الحديث عن دراسة أهمية "الزمن" فهو الضرورة التي تفصح عن نفسها طالما كانت هناك حركة وهناك تغير وهناك حياة ، فالزمن قرين "الحدث"  غالباً ..

     وهذا الكتاب " الزمن: رؤى  معرفية  ومنظور  تربوي روحي"  محاولة نحو سبر أفكار حزمة مؤطرة برؤية متداخله متعددة الأبعاد الى الزمن بمنظور زمني مشترك، وخصوصاً في أبعاد خمس؛ البعد المعرفي العام، والبعد المكاني، والبعد الاستثماري، والبعد التربوي، والبعد الروحي، وما بينها من علاقات خطية  ودورية  ومنظومية  قد تشكل نسيجاً هاماً يتسع لأبعاد اخرى؛ في مجالات الدين والعلم والفلسفة والأدب والفن.. وذلك نحو فهم ذاتي وموضوعي للزمن وتشعباته، بما يعزز شخصية الفرد المتوازن المنتج، ودوره الخطير في الحياة الروحية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية للفرد والمجتمع والعالم. ولعلل ذلك يمثل رحلة معرفية طويلة شاقة محاطة بتحديات عدة الى أعماق الزمن برؤية شاملة، وبمنظور زمكاني واداري واستثماري وتربوي وروحي.. وذلك وفق منهجية قائمة على ضوابط العلم والفلسفة والدين.. باعتماد نظريات علمية مفسرة شتى. لذلك نحن نسعى من خلال تناولنا المقارن لمحتويات هذا الموضوع إلى الوقوف على مفهوم" الزمن" وما يتعلق به من بحث ودراسة وعمل كلما كان ذلك ممكناً، وتوضيح أهميته للحياة وجوانبها ومراحلها ككل، مع الإشارة إلى المعطيات والمعوقات والتداعيات سواء في ماهيته أو علاقاته المنظومية، وتوظيفاته ومنظوراته، ونماذجه .. وكل ذلك وفق استراتيجية تقديم مادة معرفية واسعة افقياً وعمودياً، مؤطرة بالعرض الأكثر توضيحاً وتقريباً للمفاهيم من عالم الصعوبة المعقد الى عالم البساطة الممهد، والهوامش المفسرة، والأمثلة الهادفة، بما يقرّب من تحقيق الأهداف المرجوة منها.

    يتألف الكتاب في جزئه الأول من أربعة فصول ومقدمة؛ كرس الفصل الأول لموضوع "الزمن": من خلال رؤى معرفية عامة عن "الزمن"، وضرورة دراسته وإشكالات تداخل مفاهيمه، وتساؤلات بشرية مشتركة حوله، ثم تناول الإطار المفاهيمي له من خلال النظرة العامة اليه، واراء بعض المفكرين حوله، والإطار الفكري  لمفهومه، والنظرة العامة اليه، سواء بداية نظر الإنسان الى الزمن، أو فكرة الزمن في الأساطير القديمة وفي الأديان وفي الفلسفة القديمة، وفي علم الكلام الإسلامي وعند الفلاسفة المحدثين، ثم الموضوع الأبرز حول العلاقة بين الزمن والعلم التجريبي.

    ويستعرض الفصل الثاني موضوع "الزمن"، وخصائصه الهامة؛ وبضمنها؛ وهم  الزمن الحاضر، نسبية الزمن، مقاييس الزمن والنسبية، تباطؤ الزمن، وانواع الزمن وفق المحتوى، ونظام ومنظومة مواقيت الزمن، وقياساته سواء وحداته أو اجهزته (الساعات) أو تقاويمه.

     ويعالج الفصل الثالث علاقات الزمن والمكان حيث يقدم نظرة عامة عن "المكان" ومفهومه؛ لغويا، وجغرافيا، وفيزيائيا، وسيسيولوجيا، وسيكولوجيا، وفلسفيا، ونسبيته، وعلاقته الفيزيائية والفلسفية مع "الزمن"، ثم مفهوم "الزمكان" وعلاقته بنظرية النسبية الخاصة، والعامة، وعلاقته مع الثقوب السوداء إلى موجات الجاذبية، وعلاقته ﺑ نظرية الانفجار العظيم، واللبنة الكونية، ونظرية الكم..

    أما الفصل الرابع فيتولى التعامل مع المنظور الزمني للاستثمار من خلال عمومية الزمن وعمومية الاستثمار، وتناول الزمن (الوقت) من خلال نظرة أجمالية للعلاقة بين الوقت والاستثمار، وإدارة الوقت بأساليبها ووسائلها ونظمها وتقنياتها العصرية، ثم معالجات أوقات الفراغ، وإلقاء الضوء على عدد من فوائد استثمار الوقت ومهاراته.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق