الأحد، 18 فبراير 2018

د.عبدالمجيد حميد الكبيسي: التطور المفاهيمي للتربية البيئية عبر المؤتمرات العالمية






التطور المفاهيمي للتربية البيئية وفق بعض المؤتمرات الأممية
 للفترة 1972-2015


د.عبدالمجيد حميد الكبيسي

ركزت العديد من المؤتمرات والدراسات على مصطلح التربية البيئية، والذي من خلاله تتحقق التنمية المستدامة التي تتطلب نوع من التربية التي تعد هي المحك الأساسي لتنمية الوعي، أو تكوين اتجاهات إيجابية نحو البيئة والتي من خلالها يستطيع الفرد التعرف على المشكلات وتحليلها، وبدون استدامة هذا الفهم والتحليل لا يوجد فعل أو تحريك يمكن من خلاله تحقيق الاستدامة والنهوض بالبيئة .كما تشمل التربية البيئية تعلم بعض القيم، وكذلك القدرة على التفكير السليم بشأن المشكلات البيئية التي تتصف بكونها ذات طابع سياسي او اقتصادي او فلسفي اضافة الى الصفة التقنية .وأصبحت البيئة ومشكلاتها قضية ذات طابع عالمي من حيث الآثار المترتبة عليها، هذه الطبيعة الخاصة لمشكلات البيئة ألزمت المجتمع الدولي أن يتعامل مع مشكلات البيئة خارج إطار الحدود والأطر السياسية، ويظهر ذلك واضحا في إبرام الكم الهائل من الاتفاقيات والمؤتمرات.  ولأهمية الموضوع نستعرض أهم المحطات الرئيسية للتطور المفاهيمي لمسيرة التربية البيئة كما تظهر في الجدول  الآتيالذي يعرض بإيجاز (صريح أو ضمني) تطور الاهتمام والتطور المفاهيمي لها على المستوى الدولي منذ السبعينات من القرن الماضي وحتى الان.





اسم المؤتمر
تأريخه
مؤشر التطور المفاهيمي للقضايا البيئية
مؤتمر قمة الارض في
استوكهولم/ السويد
1972


اعتراف صريح  بدور التربية البيئية في حماية البيئة

مؤتمر بلغراد
بلغراد/  صربيا
1975
هدف التربية البيئية هو اقامة عالم يكون سكانه اكثر وعيا واهتماما بالبيئة والمشكلات المرتبطة بها.
اعلان تبليسي
تبليسي/جورجيا
1977
اعطاء معنى اوسع للبيئة يشمل جوانبها الايكولوجية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية والتاريخية والاخلاقية والجمالية، ووضع مبادئ وتوجيهات اساسية للتربية البيئية.
الميثاق العالمي للطبيعة
كينشاسا / زائير
1982
التأكيد على الرابطة الوثيقة بين البيئة والتنمية، وأن تبنى  خطط التنمية الاقتصادية والاجتماعية وفق دراسة علمية كاملة لمتطلبات البيئة والحفاظ عليها
مؤتمر موسكو
موسكو/ روسيا
1987
وضع استراتيجية عالمية للتعليم والتدريب البيئي.
مؤتمر ولنجتون
ولنجتون / نيوزيلندا
1989
التحكم  بشتى أعمال التعدين من جهة ويكفل حماية البيئة من جهة أخرى
مؤتمر قمة الارض
ريو دي جانيرو/البرازيل
1992
اعادة تكييف التربية البيئية ناحية التنمية المستدامة ، وزيادة الوعي العام وتعزيز التدريب في مجال التربية البيئية.
مؤتمر قمة الارض
جوها نسبرغ /جنوب افريقيا
2002
استدامة التطور والتقدم الصناعي واعادة توزيع الثروة مع الاستمرار في الحفاظ على البيئة .
مؤتمر منونتريا ل
كندا
2005
يتعين على الدول الصناعية من الآن وفي عام 2050 أن تخفف الانبعاثات الحالية فيها أربع مرات.
مؤتمر بالي
 بإندونيسيا
2007
معالجةالمشكلة القائمة لنسبة الـ20 بالمائة من الانبعاثات الغازية في العالم التي تسببها مشكلة التصحر.
مؤتمر قمة الأرض ريو دي جانيرو/البرازيل


2012

تعزيز "اقتصاد اخضر" يحافظ على الموارد الطبيعية ويقضي على الفقر، كنموذج اقل تدميرا لكوكب الأرض الذي سيرتفع سكانه من سبعة مليارات الى 9,5 مليارات عام 2050.
المؤتمر العالمي للتربية البيئية
مراكش/ المغرب
2013
زيادة دعم السلطات العمومية والمنظمات الدولية والممولين لمشاريع التربية البيئية. والاعتراف بانجازات المجتمع المدني في مجال التربية البيئية وتقوية أدواره.
المؤتمر العالمي لتغير المناخ
باريس/ فرنسا
2015
الحد من ارتفاع الحرارة "أدنى بكثير من درجتين مئويتين"، ومراجعة التعهدات الإلزامية "كل خمس سنوات"، وزيادة المساعدة المالية لدول الجنوب، إضافة إلى قرارات بدعم البيئة والتنمية المستدامة..











من مقالات

د.عبدالمجيد حميد الكبيسي
مدرس الدراسات السكانية والبيئية /تربية الأنبار /العراق


الخميس، 17 نوفمبر 2016

د.عبدالمجيد حميد الكبيسي : نظرة عامة الى القضايا البيئية

نظرة عامة الى القضايا البيئية


د.عبدالمجيد حميد الكبيسي
مقدمة الى ندوة التلوث البيئي المقامة على قاعة التدريب التربوي
 في المديرية العامة لتربية الأنبار بتأريخ 20/6/2003

تعاملت البشرية منذ اول وجودها على احترام الطبيعة والتعامل معها بكل احترامو تبادل منفعة، الى درجة ان الانسان ( بحكم ضعف إدراكه) كان يعبد الطبيعة، إذ كانت الاديان الاولى ( الوضعية ) تقدسها، وتمارس طقوس عبادة الشمس والنار والماء وغيرها، وقد عمل الانسان على محاولة تفسير وتنظيم علاقته الروحية مع الطبيعة المسؤولة من وجهة نظره عن حياته وموته، وذلك من اجل الاستفادة من خيراتها وتجنب غضبها , ونتيجة لذلك نشأت اولى الحضارات التي استمدت قوتها من عوامل الطبيعة كتوفر مصادر المياه والتربة الصالحة للزراعة والمصادر الطبيعية للغذاء ( النباتية والحيوانية ) والصيد والاستفادة من المصدر، وكيفية تجنب الكوارث الطبيعية كالفيضانات والزلازل والحرائق من خلال نشوء المجتمعات الاولى وتنظيم الزراعة وانشاء السدود. ومع تطور الزمن والحضارة تدرجت العبادات بالانفصال عن الطبيعة المجردة لتصل الى الارتباط بالسماء والفكر المطلق.
واستمرت هذه العلاقة الوطيدة بين الانسان ومحيطه وتطورت الى الاستفادة من العلاقة المتبادلة مع الاحياء الاخرى ، وذلك من خلال استغلال المفيد وتجنب الضار حتى وصل الانسان الى عصر الثورة الصناعية (التي اعتمدت على موارد الطبيعة وتوظيفها لخدمة الانسان) وما صاحبها من انتاج هائل للمكائن والمعدات وتصنيع المواد الكيميائية المختلفة وانتاج المبيدات لمكافحة الافات والسيطرة على الامراض.
وبعد فترة ليست بالطويلة ظهرت النتائج السلبية كظهور حالات مرضية يصعب السيطرة عليها مهددة لصحة الانسان، او مؤثرة على موارده الطبيعية ومصادر غذائه ، و كان هذا بسبب انبعاث الغازات الصناعية وتدفق الفضلات السائلة وطرح الفضلات الصلبة الى مختلف الاوساط البيئية ( الهواء , الماء , التربة )، الامر الذي دعى الانسان الى ان يقف وقفة المراجعة والمتأمل في ذلك ، مما حدا به الى وضع شروط صارمة ومحددات بيئية للتقليل من تاثيرات التلوث والمحافظة على تنوع الاحياء ومحاولة العودة للطبيعة .
ففى عصر ما قبل التاريخ كان مفهوم النظام البيئى يعتبر الارض هى البيئة التى يعيش فيها الانسان وغيره من الكائنات الحية النباتية والحيوانية ويؤثر فيها ويتأثر بها. وفى أواخر القرن الـ 19 وأوائل  الـ20 حدث تطور فى النواحى الاجتماعية والاقتصادية والتكنولوجية نتيجة تقدم الزراعة والصناعة ووسائل النقل والمواصلات ،وبذلك أصبح الانسان سيدا مهماً في البيئة  إذ غدا مفهوم النظام البيئي يشمل مجموعة العناصر التي تتكون منها البيئة وتؤثر في بعضها البعض , وهو نظام بيئي مفتوح تدخله العناصر في صورة محددة وتخرج منه في صور أخرى .
لذلك تعتبر  مثلاً مشكلة إنتاج الفضلات ورميها – التخلص منها- سواء أكانت غازية أم سائلة أم صلبة أو على شكل ضوضاء من المشاكل التي تتداخل عندها المعارف البيئية . وستبقى مستويات السيطرة على التلوث والأدوات الإدارية المعتمدة لهذا الغرض غير مجدية ما لم يكن العلم وسيلتها.
فالتلوث يعد من المشاكل الكبيرة التي يواجهها الإنسان المعاصر. لا بل وأخطرها . وهي بحاجة إلى تظافر الجهود كافة لمعالجتها والحد منها . ومما يزيد المشكلة تعقيداً إن للإنسان نفسه الدور الواضح في زيادة خطورتها من خلال نشاطاته المختلفة التي أصبحت تهدد الحياة البشرية . فضلاً عن تأثيرها في الكائنات الحية الأخرى مما يحدث تغيرا في التوازن الطبيعي للبيئة ومكوناتها المختلفة الحية منها وغير الحية.  
وللتلوث مصادر ومكونات عديدة منتشرة في البيئة وعدم مراقبتها ومتابعتها تؤدي إلى تفشي التلوث بنطاق واسع ، فعلى سبيل المثال : يعتبر تلوث الهواء  في العراق من اخطر انواع التلوث والذي بلغ اشده في السنوات الاخيرة بسبب الحروب ومخلفاتها والعنف المستمر. كذلك خطورة تلوث المياه بسبب النفايات الزراعية اليها من المعامل ومن جهات اخرى وتأثيراتها على صحة الإنسان  وانتشار الامراض المختلفة في انواعها والتي اصبحت تصيب الإنسان  في عمر مبكر وتؤدي إلى هلاكه بشكل مختلف عما كان في السابق، وذلك كله من جراء التلوث البيئي بكل انواعه.

أن ذلك يتطلب وجوب الإهتمام  بأوضاع المجتمع (كجزء من معاناة المجتمعات الدولية بشكل عام) وحماية البيئة من مصادر ومكونات التلوث بشتى انواعه، وحماية الهواء من التلوث بمنع ما ينفث من المعامل أولاً، وإيقاف عملية استخدام الوسائط التي تضر البيئة في كافة إنحاء العالم، والسيطرة على المياه وحجز الملوثات المتأتية من المعامل وعدم السماح لها بالوصول إلى المياه، وإنشاء شبكات أنابيب احدث من الأنواع الموجودة حالياً، وإضافة المعقمات ( المنسجمة مع البيئة) ، وتوفير الخدمات الصحية اللازمة ..




                                                                             الحفاظ على البيئة